تحلم باستئجار شقة؟ .. إذن أنت مجبر على الانتظار 9 سنوات

إذا كنت تحلم بأن تملك شقة بإحدى مدن السويد، فعليك أن تتحلى بالصبر الطويل، وطول النفس، فالرحلة شاقة ومتعبة، وهي أشبه برحلة مقاتل في الأدغال، قد تستغرق سنوات كثيرة من عمرك, كيف ذلك؟

في مدينة ستوكهولم، عاصمة السويد حيث يتم تدبير ملفات طلبات الاستئجار من طرف وكالة عمومية، يضطر الشخص الراغب في استئجار شقة إلى انتظار دوره ضمن لائحة طويلة جدا من أجل الحصول على الشقة “الحلم”.

تطول رحلة البحث عن السكن بهذا البلد، ليصل متوسط الانتظار من أجل استئجار شقة في العاصمة مثلا،  ليتجاوز 9 سنوات،  وقد يرتفع هذا المعدل ليمتد ما بين 14 و 16 عاما في بعض المناطق المتواجدة في وسط المدينة. حسبما كشف عنه الموقع الاخباري الامريكي Business Insider

وتعزى أسباب هذا المسار الطويل في البحث عن مسكن،  إلى نظام التدبير الخاص بمخزون الاستئجار، حيث يمر الأشخاص الراغبون في الحصول على شقة  عبر لائحة للانتظار تشرف عليها وكالة الاسكان بستوكهولم.

كان الهدف الرئيس من تبني هذا النظام في بداياته، هو تمكين مختلف الشرائح الاجتماعية من إمكانية السكن في أحياء مركز المدينة، قبل أن يتحول الان إلى مشكل يقض مضجع الوافدين على البلد ومواطنيه على حد سواء.

وتتفاقم الظاهرة مع مرور الوقت لتأخذ أبعادا أخرى، حيث انفجر الطلب اليوم بشكل كبير، مسجلا ما يزيد عن 000 500 طلب في قائمة الانتظار سنة 2015، مقابل 000 100 فقط في عام 2001. وهو الوضع الذي يدفع بالعديد من الأسر السويدية اليوم إلى تسجيل مواليدها الجدد في القائمة منذ الولادة، لإعطائهم فرصة للعيش في المدينة بعد دراستهم.

ساهم هذا المعطى في انتعاش الأسواق الموازية والحلول البديلة،  حيث يضطر الكثير من الباحثين عن مسكن، إلى التعاطي مع هذه الحلول لتفادي طول المدة، وهم الأساس من أصحاب الموارد المالية المرتفعة.

ويستغل الكثيرون في السويد هذا الأمر للاستثمار المربح، وذلك عبر إعادة كراء المساكن التي استأجروها، أو مشاركة السكن مع أشخاص مقابل أسعار مرتفعة جدا. وحتى هذا الحل ليس في متناول الجميع،  بل يجب أن يتوفر الشخص على شبكة معارف قوية تخوله ذلك دون المرور عبر القوائم الرسمية.

تخلف هذه الوضعية انتقادات شديدة في السويد وسخطا عارما، حسب تقرير صادر عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، التي أشارت إلى أن القانون الذي ينظم عملية الاستجار يخلق فجوة كبيرة، وعدم مساواة بين أصحاب العقارات و المستأجرين.

وبدأت القضية مؤخرا تأخذ أبعادا أخرى، حيث دعت  في هذا الصدد، شركة « Spotify »   الحكومة السويدية إلى تغيير القانون، حتى يتسنى لموظفيها الاستقرار في المدينة،  وهددت بنقل مكاتبها الى الولايات المتحدة ان استمر الوضع على ما هو عليه.

تجدر الاشارة إلى أن إيجار شقة مساحتها بين 40 و 45 متر مربع بالعاصمة ستوكهولم  يقدر بعشرة ألاف كرون سويدية، أما مساحة أكبر من 45 فقد تصل إلى 20 ألف كرون بحسب متابعين للشأن السويدي.