21 مليار درهم تكلفة أول مدينة بيئية في المغرب وافريقيا

تقع مدينة زناتة البيئة ما بين العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء والعاصمة الإدارية الرباط، موقع مميز وسط قطبين رئيسيين في المملكة المغربية، وتمتد المدينة البيئية زناتة على مساحة 1830 هكتارا وواجهة بحرية تزيد عن 5 كيلومتر، تستفيد المنطقة أيضا من البنيات التحتية واللوجستية الأساسية منها الطرقية والسككية والجوية، وهذا ما يضمن لها ارتباطا جغرافيا مثاليا. تمتد زناتة طولا على مسافة 5.3 كلم على ساحل المحيط الأطلسي و3.5 كلم عرضا انطلاقا من المحيط في اتجاه الطريق السيار الرابط بين الدار البيضاء والرباط.

بمواصفات عالمية تحترم فيها الجودة والبيئة، انطلق مشروع مدينة زناتة المتكامل والذي يجمع ما بين توفير سكن مميز بالقرب من الدار البيضاء، وخلق فرص شغل وفضاءات بيئية وسياحية ستشكل متنفسا لسكان البيضاء والمحمدية.

المدينة الجديدة زناتة تسعى إلى إحداث 100000 فرصة شغل واستضافة 300000 نسمة، طبقا للمعايير الدولية للتنمية المستدامة. المشروع ليس بالهين، حيث تحصلت مدينة زناتة البيئية من خلال فعاليات كوب 22 التي نظمت في مدينة مراكش، على علامة التمييز وقدمت نفسها كأول مدينة تحصل على هذه العلامة.

21 مليار درهم من أجل إنشاء مدينة زناتة البيئة

باستثمار يبلغ 21 مليار درهم، مبلغ ضخم من أجل إنشاء مدينة يشهد لها أنها ستضفي رونقا جديدة للدارالبيضاء، ناهيك عن توفير مشاريع عقارية سكنية وتجارية، فالمدينة الجديدة تعتبر أهم مشروع تنموي لصندوق الإيداع والتدبير ومن أهم المشاريع التنموية في المغرب.

الشركة المكلفة بتهيئة المدينة، وقعت اتفاقية تمويل مع وكالة الفرنسية للتنمية والبنك الأوروبي للاستثمار بمبلغ إجمالي يناهز 300 مليون أورو (150 مليون أورو لكل منهما) كما استفاد مشروع المدينة البيئية زناتة من وعد دعم ب 30 مليون أورو من الاتحاد الأوروبي في إطار برنامجه لتسهيل الاستثمار في دول الجوار.

تقوم المدينة البيئية زناتة بدور ريادي في تفعيل تصور للتهيئة الحضرية يلائم احتياجات المنطقة بفضل تصورها المبني على أسس التنمية المستدامة.

كما أن المدينة البيئية زناتة، كمدينة لكل التطلعات، توفر إمكانيات في جميع المجالات بغية الدفع بالساكنة إلى الاستقرار بها وكذا الرد على حاجيات 300 ألف ساكن أغلبهم من الطبقة المتوسطة عبر خلق 100 ألف منصب شغل.

أول مدينة بيئية في المغرب وافريقيا

مُنحت علامة الامتياز لفائدة مدينة زناتة البيئية خلال مؤتمر كوب 22 الذي نظم في مدينة مراكش، التتويج لم يأتي من فراغ، حيث أن تصميم المدينة البيئي والمعطيات المقدمة، تشير على أن المدينة ستشكل قفزة نوعية للمجال العقاري والإسكان في المملكة المغربية.

شركة التهيئة زناتة عمدت في هذا المشروع الضخم على التقليل والحد من التأثيرات المناخية السلبية من أجل خلق فضاء بيئي وصحي متوازن يضع حاجة الإنسان فوق كل اعتبار، حيث تم إعداد مخطط شامل يرتكز على مجموعة من الدراسات الاستراتيجية، الحضرية، البيئية والتقنية الهادفة إلى احتواء كل أشكال الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية، بكونها ركائز أساسية لكل مشروع بيئي، وذلك عبر شراكة بناءة من المؤسسات المحلية والوطنية والمجتمع المدني.

فمن خلال مقاربة ترتكز على مبادئ مسؤولة بيئيا، تحترم المعاير الدولية في هذا المجال، ستتوفر مدينة زناتة البيئية على نظام تهوية شامل يمكن من استغلال المزايا الطبيعية للمنطقة بشكل معقلن، حيث تموضع نموذج للنظام وفق اتجاه الرياح السائدة ستمكن من خفض الحرارة المحيطة بحوالي 2 درجة مئوية خلال فصل الصيف، كما ستشمل المدينة نظام صرف مياه حديث، حيث سيتم الإحتفاظ في مياه الأمطار في أحواض قبل صرفها في البحر من أجل تقليل الضغط على أنابيب المياه الموجودة تحت الأرض.

مساحات خضراء وخدمات شاملة

 فيما يتعلق بالمساحات الخضراء وفضاءات اللعب و الترفيه، زناتة ستوفر 470 هكتارا من الفضاءات الخضراء، ما يعادل بذلك ثلث مساحة المدينة الجديدة، أما فيما يخص التنقل من المدينة، المسؤولون قدموا  مخططا للتنقل للنقل الجماعي “الهادئ”، من خلال تخصيص مجالات للراجلين، على طول 12 كيلومترا، كما يهدف التصميم إلى التحفيز على استعمال الدراجات الهوائية عن طريق توفير ممرات مخصصة لهم، وذلك بهدف تقليص استخدام السيارات في التنقلات، ويتضمن مخطط التنقل الجماعي إنشاء محطة متعددة الاستعمالات تجمع مختلف وسائل النقل من قطارات، وترامواي، وحافلات، وسيارات أجرة.

وقدمت المدينة 6 مبادئ بيئية أساسية، كل مبدأ منها تمت بلورته من خلال نمط أيقوني ترفيهي لتبسيط مبادئ التنمية المستدامة و استحضارا مختلف جوانبها على مستوى المدينة، وهي كالتالي:

 نظم طبيعية: المدينة البيئية زناتة هي مدينة تستند في تهيئتها على العناصر الطبيعية من أجل أن يستفيد سكانها بشكل كبير من كل مزايا بيئتهم.

القرب: المدينة البيئية زناتة هي مدينة مصممة وفق مبدأ المدينة المغربية، لتسهيل حركية سكانها، وتقليص وقتهم في التنقل ومنحهم فرصة الارتباط بالحياة الحقيقية للحي.

التدبير الأمثل: المدينة البيئية زناتة هي المدينة التي تستخدم مواردها الطبيعية بشكل أمثل للحفاظ على الثروات المتاحة وحماية البيئة

المرونة: المدينة البيئية زناتة هي مدينة صممت لاستباق تطور نمط العيش وضمان حياة أفضل تدمج في ذلك كل الابتكارات التي تعزز قدرة تكيفها وتحسين حياة ساكنتها

إعداد مشترك: المدينة البيئية زناتة هي مدينة منفتحة على كل المبادرات وتعطي الأولوية للتعاون من خلال مساهمة سكانها وعمل كل فرد فيها في تطوير المدينة ليصبح فاعلاً في التغيير ومشاركا.

تنوع: المدينة البيئية زناتة هي مدينة تضاعف الإمكانيات للاستجابة لمتطلبات ساكنتها بكونها مدينة يضاعف فيها الفرد إمكانياته ويساهم في التنمية.

مدارس ومرافق وشركات كبرى في زناتة الجديدة

مشروع المدينة الجديدة زناتة لم ينحصر على توفير السكن اللائق والبيئي فقط لفائدة السكان، بل عمدت شركة التهيئة زناتة على توفير جميع احتياجات السكان من مدارس، ومستشفيات وفرص عمل ومواصلات وجميع الخصائص التي ستهل العيش في المدينة.

تم التوقيع، في الآونة الأخيرة على اتفاقية شراكة بين شركة التهيئة زناتة، فرع صندوق الإيداع والتدبير، ومجموعة المستشفى السعودي الألماني، حيث سيعمل هذا القطب الصحي في تناسق مع الأنشطة الاقتصادية الأخرى بالمدينة والتي تضم قطب التعليم والبحث العلمي، القطب التجاري وقطب اللوجستية.

وسيتم تشييد القطب الصحي زناتة من طرف مجموعة SGH فوق مساحة تقدر ب 10 هكتارات، وسيضم المستشفى 300 سرير و6 أجنحة متعددة الاختصاصات، بالإضافة إلى كلية طبية، ومدرسة تكوين في المعدات الصحية الموازية، سكن من أجل الطاقم الطبي وكذلك الطلبة الجامعيين، ناهيك عن برج مخصص لعيادات الأطباء الخواص وكذلك عروض مخصصة للفنادق، والشقق الفندقية.

أيوب برض