شقق للكراء في بوركون

تغيرت مظاهر العيش و البنايات بالعديد من أحياء الدارالبيضاء، نظرا للتطور العمراني التي تشهده العاصمة الاقتصادية للمغرب، و من بين الأحياء التي غيرت من بنيتها التحتية، نجد حي بوركون الذي عرف منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، تحولا تدريجيا من حي يضم فيلات و مساحات خضراء كان يقطنها في تلك الحقبة، نخبة من موظفي الدولة من قياد ومقدمين وشيوخ، إلى حي يعمه الحيوية و الرواج، بعدما تم إنشاء العديد من الإقامات السكنية بدلا من الفيلات، فقد توافد على حي بوركون مختلف الشرائح المتوسطة ، خاصة في بداية الثمانينيات من القرن العشرين، التي سجلت شراء العديد من الخليجيين للإقامات العصرية التي كان المنعش العقاري العراقي حامد جاسم يحتكر بنائها في بعض مناطق ودروب حي بوركون. 

العراقي لم يكن المنعش العقاري الوحيد بحي بوركون، فبعدما شهدت المنطقة رواجا كبيرا، عرفت توافد منعشين آخرين، قاموا بتشييد العديد من الإقامات العصرية، بمواصفات عالية الجودة، و اقتنا جلها عائلات مغربية تعمل بالمهجر، بالإضافة إلى عامل أخر ساهم بشكل كبير في النمو الديمغرافي لحي بوركون، حيث شهدت نهاية التسعينيات من القرن الماضي و إلى حدود سنة 2004، انخفاض أسعار العقار بحي بوركون، ناهيك التسهيلات التي أصبحت تمنحها الأبناء في منح القروض، مما جعلها فرصة خصبة للعديد من سكان الدار البيضاء وخارجها للانتقال لهذا الحي البرجوازي و المتوفر على كل شروط العيش الكريم، كل هذه التغيرات جعلت من حي بوركون يشهد توسعا كبيرا، حيث امتد من شارع الموحدين غربا إلى شارع محمد الزيراوي شرقا، و شمالا من شارع مولاي يوسف إلى شارع محمد السجلماسي (حي المنار سابقا) جنوبا، في حين يخترقه في الوسط شارع محمد الزرقطوني أحد الشوارع الرئيسية وأشهرها بالعاصمة الاقتصادية.