عقارات للكراء في الرباط

العقار يخلق أزمة بالرباط

في إطار السياسة المُمنهجة من أجل القضاء على دور الصفيح بجل ربوع المملكة، منذ أسابيع يخوض ساكنة، دوار الـگرعة بجماعة يعقوب المنصور ب الرباط، احتجاجات ضدَّ قرار السلطات إلى ترحيلهم، انتهتْ باعتقال ثلاثة منهم في الأسبوع الماضي، بعد احتجاجهم أمام القصر الملكي في الرباط، قبل أن يتم يطلق سراحهم. 

دوار الكرعة بالرباط تسكنه حوالي خمسة آلاف أسرة، حسب تقديرات السكان، وحاولت منذ مدة سلطات مدينة الرباط إقناع سكان حي الكرعة بالرحيل إلى عين عودة، التي تقع على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا من العاصمة الرباط، حيث ستمنح السلطات إلى السكان بقع أرضية، سيدفعون مقابلها مبلغ مالي متفق عليه، لكن ساكنة الدوار أبو، الإمتتال إلى قرار السلطات، مطالبين بالحصول على سكن، في المجال الحضري للعاصمة الإدارية الرباط، ساكنة الدوار تحتج عن طريق وضع لافتات تحمل عبارات من قبيل: "نطالب بحقنا في السكن في الرباط. ازددْنا فيها ونسكن فيها ويُحتمل أن نموت فيها"، هذه اللافتات تكسو واجهة بناية بمدخل الحي، قامت بوضعها التنسيقية الممثلة للسكان و تتخدها مقرّا لاجتماعاتها شبْه اليومية.

و في تصريحات للسكان لأحد المنابر الإعلامية، يقول شاب من دوار الكرعة، معبرا عن رفض ساكنة الحي الهجرة إلى عين عودة نظرا لبعدها عن مدينة الرباط، '' "يْهجّرونا لفلسطين وما نمشيوش لعين عودة"، وبجوار دوار الكرعة، هدم حي صفيحي كان يسمى دوار الكورة، حيث تم إيواء ساكنته في شقق بالمكان ذاته الذي كانت تنتصب فيه دورهم الصفيحية السابقة، مما يعني منهم مساكن بالمجال الحضري للرباط، مما أثار حفيظة ساكنة دوار الكرعة، حيث دشّن جلالة الملك مشروع إعادة الإيواء، مشروعا مماثلا لإعادة إيواء قاطني دوار الـگرعة، لكنَّ المشروع طُمر في الدكّة التي طرَق عليها الملك بمطرقة التدشين المذهّبة، ولم يرَ النور بعد، حسب ماصرح سكان الحيّ الصفيحي العريق.

''لا للترحيل خارج الرباط'' مطالب سكان دوار الكرعة

بالرغم من الإحتجاجات، إلى أنه توجد بعض الدور التي تم هدمها، وساكنة الدوار ينعتون أولائك الذين قبلوا عرض السلطات بالرباط، ''بالخونة''، و أنهم ليسوا من سكان الحي الأصليين، فقط قاموا باقتناء، بعض البراريك بأثمنة زهيدة، من أجل الإستفادة من البقع الأرضية التي ستمنحها السلطات بالرباط، مضيفين أن هؤلاء "المستثمرين" كما يلقبونهم ساكنة الدوار، يملكون منازل آخري في أ الأحياء الراقية بالعاصمة الرباط، و هم في غنى عن تلك البقع الأرضية، فقط يستثمرون فيها.

التنسيقية الممثلة للساكنة التي تتخذ واجهة أحد المباني مقرا لاجتماعاتها، كتبت رسالة بالخط الأحمر العريض: "أنا رْباطي مْتّافْق مع التغيير اللي غادي يناسبني"، معبرين عن رفضهم التام للترحيل خارج المضار الحضري للرباط، رغم أن سلطات الرباط اقترحت ثلاث وجهات على الساكنة، وهي عين عودة ومنطقة الشّيگا بنواحي تمارة و تمْسنا، لكن يضل نفس المشكل مطوح هو أن المواقع الثلاث تقع خارج المذار الحضري للرباط، رغم أن البقع الأرضية مساحتها تبلغ سبعون مترا مربّعا، و يتوجب على كل قاطن دفع مليونين ونصف مليون سنتيم، دون مصاريف التوثيق و التحفيظ و غيرها، حيث قد يرتفع المبلغ إلى خمسة ملايين سنتيم، لكنَّ ساكنة دوار الكرعة يرون أنّ عرْض السلطات، حتّى لو قرّرت إيواءهم بالرباط كما يطالبون، يحتاج إلى مراجعة، لأنّه ليس مُنصفا للجميع، بسبب غياب التوزيع العادل للبُقع، و عجزهم عن دفع المبلغ المطلوب من طرف السلطات، أما بالنسبة للعرض الأخر، الذي يتضمن ترحيلهم إلى منطقة الشّيگا بنواحي تمارة، فبإمكانهم الإستفادة من شقق جاهزة بمبلغ يقارب 12 مليون سنتيم، إلا أن الساكنة مرة أخرى، تجد تلك الشقق غير صالحة للسكن و تتطلب مبلغا كبيرا من أجل القيام ب الإصلاحات.